سلسلة دليل المعلم الناجح

المقال رقم (3)

يعمل الناس في مهنة التدريس لإحداث الفرق في مجتمعاتهم. ومع ذلك، حتى أكثرهم صدقًا في النية قد يقع في المتاعب دون قصد إذا لم يتحرَّوا الدقة والحرص في عملهم. لذا، يجب على المعلمين الجدد وحتى القدامى العمل جاهدين لتجنب الأخطاء التي قد تجعل مهمتهم أكثر صعوبة مما هي عليه أصلًا.

استمع إلى هذه النصائح بعناية وتجنب هذه الأخطاء، وستشعر بقيمتها لاحقًا.

  1. أن تسعى لتكون رفيقًا لطلابك

غالبًا ما يقع المعلمون ذوو الخبرة القليلة في فخ الرغبة في أن يكونوا محبوبين من طلابهم قبل أي شيء آخر. ولكن إذا فعلت ذلك، فأنت تضر بقدرتك على السيطرة على الصف، مما يؤدي بدوره إلى إعاقة عملية التعلم، وهذا آخر شيء تود القيام به، أليس كذلك؟

بدلًا من ذلك، ركّز على كسب احترام طلابك وتقديرهم لك. ومتى أدركت أن طلابك سيحبونك أكثر عندما تكون قويًا وعادلًا معهم، عندها تكون قد وضعت قدمك على الطريق الصحيح.

  • أن تتساهل في ضبط النظام

يعود هذا الخطأ غالبًا إلى عامل آخر، حيث يبدأ الكثير من المعلمين عامهم الدراسي بخطة انضباط غامضة أو لينة، والأسوأ من ذلك، أن البعض لا يضع خطة من الأساس.

هل قرأت مقولة “لا تريهم ابتسامتك إلا في عيد الميلاد”؟ قد تكون المقولة مبالغًا فيها، لكن المغزى صحيح، لأنه بمرور الوقت يمكنك أن تخفف بعض القواعد إن لزم الأمر، لكن العكس سيكون أقرب إلى المستحيل.

  • ألا تؤسس لنظام عمل مناسب من البداية

بعد انتهاء عامك الدراسي، ستجد حولك أكوامًا من أوراق الطلاب، بل حتى بعد مرور الأسبوع الأول، قد تندهش من كم الأوراق المتراكمة حولك، ويجب عليك التعامل مع كل هذه الأوراق بنفسك!

لذلك، تجنب تراكم هذه الأوراق من اليوم الأول من خلال وضع نظام مدروس للتعامل معها أولًا بأول، والأهم من ذلك أن تلتزم باستخدامه يوميًا. فالملفات المصنفة، والمجلدات، والأرفف هم أصدقاؤك! كن منظمًا، راجع أوراقك باستمرار، وتخلص من الزائد منها على الفور. ولا تنسَ أن المكتب المرتب يعكس عقلية مرتبة.

  • أن نهمل دور أولياء الأمور في تعليم الطلاب

ربما تشعر في البداية بالخوف من التعامل مع أولياء أمور طلابك وتفضل تجنب المواجهات والأسئلة. إلا أنه إذا استمريت في ذلك، ستفقد مصدرًا هامًا لتعزيز تعلم الطلاب. يمكن لأولياء الأمور تسهيل عملك المدرسي عن طريق التعاون في صفك أو دعم برامج السلوك في المنزل. لذا، احرص على التواصل معهم منذ البداية، وستحظى بمجموعة من الحلفاء الذين سيجعلون عامك الدراسي أكثر فاعلية وسلاسة.

  • أن نغرق في صراعات داخل المدرسة

يمكن للمعلمين الجدد والقدامى على حد سواء الوقوع في هذا الخطأ. مثل غيرها من أماكن العمل، قد تعج المدرسة بالصراعات والضغائن وحتى الانتقام. وقد تجلب لنفسك المتاعب إذا بدأت في الاستماع للقيل والقال، لأنك حينها قد تجد نفسك منحازًا لطرف دون آخر وتضع نفسك بين الأطراف المتنازعة، مما قد يؤدي إلى تداعيات مؤلمة. لذا من الأفضل أن تحافظ على علاقاتك ودية ومحايدة وتركز اهتمامك على تعليم الطلاب. ابتعد عن الصراعات واستمتع بعملك الناجح.

  • أن نبقى معزولين عن مجتمع المدرسة

بناءً على التحذير السابق، قد تتجنب الصراعات الداخلية، إلا أن ذلك لا يعني العزلة عن عالمك المدرسي. لذا احضر المناسبات الاجتماعية، وتناول الغداء في غرفة المعلمين، وكن دائمًا مرحبًا بزملائك في كل مكان. تواصل معهم وساعدهم قدر استطاعتك، لأنك لا تعرف متى ستحتاج إلى دعمهم. وإذا حفظت نفسك بعيدًا عنهم لتجنب الصراعات، قد يصبح الأمر أكثر صعوبة عندما تحتاج إلى التواصل معهم لاحقًا.

  • أن نشعر بالإرهاق المستمر

من المعروف أن معدل الاستقالات في مهنة التدريس أعلى من أي مهنة أخرى. والكثير من العاملين في هذه المهنة لا يستطيعون الاستمرار لفترات طويلة. لذا، إذا استمريت في إنهاك نفسك دائمًا في العمل، فمن المحتمل أن تكون الشخص التالي الذي يكتب استقالته من هذه المهنة! اعمل بذكاء وكن فعالًا، واعتنِ بمسؤولياتك، ولكن خصص وقتًا لنفسك بعد ساعات العمل. استمتع بوقتك مع عائلتك وخصص وقتًا للاسترخاء وتجديد الطاقة. وإليك النصيحة الأكثر أهمية: لا تدع مشاكل الصف تؤثر على حالتك النفسية وقدرتك على الاستمتاع بحياتك بعيدًا عن المدرسة. واسع دائمًا لأن تكون سعيدًا، فطلابك في حاجة إلى معلم مبتهج كل يوم.

  • ألا نطلب المساعدة

يمكن للمعلمين أن يكونوا رابطة قوية وفخورة. ومهنتنا تتطلب مهارات غير عادية، لذا فنحن نسعى جاهدين للظهور كأبطال خارقين يمكنهم التعامل مع أي مشكلة تواجههم. ولكن ليست هذه هي المسألة؛ الأهم هو ألا تخاف من أن تبدو ضعيفًا. عليك الاعتراف بأخطائك وطلب المساعدة من زملائك ومديريك إذا لزم الأمر. تنمل حولك في مدرستك وسترى خبرات تدريسية هائلة متمثلة في زملائك المعلمين. وستجدهم غالبًا أسخياء بالوقت والمساعدة. اطلب المساعدة وستكتشف أنك لست وحيدًا كما كنت تعتقد.

  • أن نفرط في التفاؤل حتى نصطدم بأرض الواقع

ينبغي للمعلمين الجدد الانتباه إلى هذا الخطأ أكثر من غيرهم، لأنهم عندما يبدؤون عملهم لأول مرة يشعرون بحماس كبير من المثالية والتفاؤل واستعدادهم لتغيير العالم! وهذا أمر رائع، لأن طلابك وزملائك القدامى بحاجة إلى حماسك وأفكارك المبدعة. ولكن، لا تفرط في التفاؤل حتى لا ينتهي بك الحال إلى الإحباط وخيبة الأمل. اعلم أنك ستواجه أيامًا صعبة وأوقاتًا تشعر فيها أن أقصى جهودك ليست كافية، ولكن اعلم أيضًا أن الأوقات الصعبة ستنقضي وأنها ثمن زهيد مقابل متعة التدريس الحقيقية.

  1. أن نجلد أنفسنا

إن مهنة التدريس بحد ذاتها مهنة صعبة، إضافة إلى تحديات أخرى مثل الإرهاق النفسي الذي يؤدي إلى بعض الزلات والأخطاء وأوجه النقص بشكل عام. لا يوجد أحد مثالي على الإطلاق. حتى أكثر المعلمين خبرة وتمرُّسًا قد يتخذون قرارات غير صائبة بين الحين والآخر. سامح نفسك على أخطائك ولا تُحملها أكثر من اللازم. استجمع قواك وتركيزك للمرة القادمة حيث تحتاجها. لا تكن أسوأ أعدائك، وكن رحيمًا مع نفسك كما تكون مع طلابك بتفهمك لهم كما تفهم نقص طلابك