تهتم كثير من الدول -اليوم- باستغلال الإجازات الصيفية للطلاب، واستثمارها بشيء من الأنشطة والمتعة الموجهة نحو تحقيق غايات تثمر في تكوين شخصية الطالب، وإكسابه كثير من القيم والعادات والسلوكيات الإيجابية، وتصرف هذه الدول ميزانيات كبيرة على هذه المخيمات الطلابية الصيفية، وهذا ليس اعتباطًا وإنما اتى من إيمان هذه الدول بقيمة هذا المشروع، وقيمته انبثقت من قيمة الفئة المستهدفة، وهي فئة الطلاب رجال المستقبل.

كما تأتي قيمة هذه المخيمات الصيفية في كونها تحد من استغلال الطلاب للإجازة الصيفية بشكل سلبي بقضاء أوقاتهم في العادات السيئة، فمن خلال اقتطاع جزء من الإجازة الصيفية في تنفيذ المخيم نعوّد هذا الطالب على النظام والالتزام واستثمار وقته في المفيد من الأعمال، مع شيء من المتعة والترفيه والتشويق لتعزيز بقاء الطالب في المخيم واستمراره في أعوام قادمة.

وانطلاقًا من أهمية هذه المخيمات يسعى مكتب وزارة التربية والتعليم بمحافظة حضرموت الساحل إلى تنظيم المخيم الصيفي الأول لمهارات المستقبل لطلاب المدارس الثانوية، حيث يؤمن المكتب بدور المخيمات الصيفية في التكامل مع العملية التربوية والتعليمية لتكوين شخصية الطالب، والمساهمة في غرس الكثير من القيم الأخلاقية، والاجتماعية، والتدرب على المهارات الحياتية وتنمية القدرات وممارسة العمل التعاوني والتطوعي، في جو يجمع ما بين العمل الجماعي والنظام، والاعتماد على النفس، والترفيه والمرح.

كما يسعى مكتب التربية والتعليم من خلال هذا المخيم إلى المساهمة في الحد من الظواهر السلبية التي تتزامن مع إجازات الطلاب الصيفية، والعمل على استغلال فراغ الطلاب في هذا الوقت في أمور مفيدة، وتخليص الطلاب مما يحدث في وقت الإجازات من تعاطي القات والسيجارة والمخدرات، وترويجها، والوقوع في الرذائل الأخلاقية وغير ذلك.

ويأخذ هذا المشروع في صورته الأولية جانبًا تجريبيًا على مستوى مديرية واحدة هي مديرية مدينة المكلا، على مستوى 5 ثانويات بأجمالي عدد الطلاب في المخيم (90) طالب وبعدها سيتم تقييم التجربة من خلال نقاط القوة ونقاط الضعف، والعمل على تلافي نقاط الضعف قدر الإمكان عند التعميم على أكثر من مديرية، وهذا سيكون في قادم الأعوام إن شاء الله تعالى.