بقلم/ البروفيسور جون مارتن.
كثيراً ما تكون أبسط الهدايا أعظمها قيمة
أنا متأكد من هذا فقد ترك لدي معلم التربية البدنية حين كنت طالباً انطباعاً لا يمكن أن أنساه، فبمجرد أن انتهيت حينها الامتحان النهائي في مادة التربية البدنية، ولا تسأل لماذا كان علينا اجتياز اختبار تحريري في هذه المادة، وحين هممت بتسليم ورقة الإجابة للمعلم وكان يُدعى الكابتن بروس، أعطاني ورقة صغيرة مكتوبة بخط اليد، وأصر على أن أفتحها الآن وأن أقراها فيما بعد، وافقتُ واستغربت ثم غادرت.
وبينما أقف في وقت لاحق ظهيرة ذلك اليوم في غرفتي لاستبدل ملابسي أحسست بتلك الورقة التي أعطاني إياها الكابتن بروس في جيب السروال الخلفي، حينها تذكرتُ أنه أعطاني تلك الورقة وبدأت في قراءتها، وكان مكتوب بها الآتي:
جو يسرني ان تكون أحد طلابي في الصف هذا العام، وان ارى سلوكك القويم واخلاقك العالية.
لا أستطيع أن أصف لك كم أتطلع أن أراك داخل الصف كل صباح والسبب الذي من أجله كتبتُ هذه الورقة هو أنه ربما لن تُتاح لي الفرصة مرة أخرى للحديث معك، أريدك فقط أن تعلم أني كلي ثقة في أن أراك مرة أخرى في المستقبل وأن أقرأ إنجازاتك لأني على يقينٍ أنك ستفعل أشياء رائعة في حياتك، وستؤثر في أُناس كثيرين؛ لذا أنا أكتبُ إليك هذه الكلمات، حتى إذا جاء اليومُ الذي تصبح فيه شهيراً وأنا أقرأ عنك وأتابع أخبارك؛ أن تتذكَّر أنني أول شخص قال لك: لقد قلتُ ذاك ذلك حظاً سعيداً وفقك الله.
كان رد فعلي للوهلة الأولى تماماً مثل رد فعلك قلت: يا إلهي، ثم تحوَّل شعوري المضطرب بعد ذلك إلى إحساس بالفخر، ولأول مرة منذ وقت طويل أشعر أن بداخلي شيء مميز، فقد عانيت منذ كنت طفلاً من فقدان الثقة في الذات، وكنتُ أرغب دائماً في الفوز بتقدير الآخرين خاصه الذكور حيث لم يكن لأبي دور كبير في حياتي آنذاك.
لا أستطيع أن أصف وقع كلماتي كابتن بروس على نفسي وعلى تقديري ولذاتي واتجاهات فيما بعد نحو الدراسة، نعم لقد كانت مادة تربية بدنية، وحسب، ولكن لسبب أو لآخر كانت أكثر من مجرد مادة.
احتفظتُ بالورقة طوال سنوات الدراسة الجامعية، وتخرجت أخيراً، ونلت المركز الأول على دفعتي وفزتُ بلقب الطالب الأكثر تفوقاً في تخصصي، وبسبب هذا الموقف اتخذت أسلوب كابتن بروس عادةً لي عندما أصبحتُ معلماً، وصرتُ أختار طالباً واحداً من كل صفٍّ دراسي ليس بالضرورة أن يكون حاصلاً على أعلى الدرجات، وأعطيه ورقة مماثلة في نهاية العام الدراسي تماماً كما كان يفعل كبتن بروس، والآن فقط أستطيع أن أصف كيف كان شعور كابتن بروس حينما أعطاني تلك الورقة، حيث أشعر بسعادة كبرى حين أدفع بورقة مماثلة إلى طلابي كما حدث معي من قبل.
لذا أهيب بك سواء كنت معلماً جديداً أو متمرساً أن تبحث عن طرق وأساليب فريدة تشجع، وتحث بها طلابك أو زملاءك أو حتى مديريك في المدرسة، وأنا أضمنُ لك بوادر مستقبل باهر، وإذا لم تصدقني عليك بسؤال كابتن بروس.
سلسلة دليل المعلم الناجح
مقالات تربوية مترجمة كتبها أشهر خبراء التربية
انتقاها وترجمها إلى العربية
محمد فوزي إبراهيم
معلم لغة إنجليزية ومترجم مستقل